الرسم العثمانيوَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِۦ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِۦ ۚ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَ مِنۡهُمۡ مَّنۡ يُّؤۡمِنُ بِهٖ وَمِنۡهُمۡ مَّنۡ لَّا يُؤۡمِنُ بِهٖؕ وَرَبُّكَ اَعۡلَمُ بِالۡمُفۡسِدِيۡنَ
تفسير ميسر:
ومِن قومك -أيها الرسول- مَن يصدِّق بالقرآن، ومنهم من لا يصدِّق به حتى يموت على ذلك ويبعث عليه، وربك أعلم بالمفسدين الذين لا يؤمنون به على وجه الظلم والعناد والفساد، فيجازيهم على فسادهم بأشد العذاب.
وقوله "ومنهم من يؤمن به" الآية أي ومن هؤلاء الذين بعثت إليهم يا محمد من يؤمن بهذا القرآن ويتبعك وينتفع بما أرسلت به "ومنهم من لا يؤمن به" بل يموت على ذلك ويبعث عليه "وربك أعلم بالمفسدين" أي وهو أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه; ومن يستحق الضلالة فيضله وهو العادل الذي لا يجور بل يعطي كلا ما يستحقه تبارك وتعالى وتقدس وتنزه لا إله إلا هو.
قوله تعالى ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدينقوله تعالى ومنهم من يؤمن به قيل ; المراد أهل مكة ، أي ومنهم من يؤمن به في المستقبل وإن طال تكذيبه ; لعلمه تعالى السابق فيهم أنهم من السعداء . و من رفع بالابتداء والخبر في المجرور . وكذا ومنهم من لا يؤمن به والمعنى ومنهم من يصر على كفره حتى يموت ; كأبي طالب وأبي لهب ونحوهما . وقيل ; المراد أهل الكتاب . وقيل ; هو عام في جميع الكفار ; وهو الصحيح . وقيل . إن الضمير في به يرجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم ; فأعلم الله سبحانه أنه إنما أخر العقوبة لأن منهم من سيؤمن .وربك أعلم بالمفسدين أي من يصر على كفره ; وهذا تهديد لهم .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ومن قومك ، يا محمد ، من قريش ، من سوف يؤمن به يقول; من سوف يصدِّق بالقرآن ويقرُّ أنه من عند الله ، (ومنهم من لا يؤمن به) أبدًا ، يقول; ومنهم من لا يصدق به ولا يقرُّ أبدًا ، (وربك أعلم بالمفسدين ) يقول ; والله أعلم بالمكذّبين به منهم، الذين لا يصدقون به أبدًا، من كل أحدٍ ، لا يخفى عليه، وهو من وراء عقابه. فأما من كتبتُ له أن يؤمن به منهم ، فإني سأتوب عليه. (19)----------------------الهوامش ;(19) انظر تفسير " الفساد " فيما سلف 14 ; 86 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .
{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} أي: بالقرآن وما جاء به، {وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ} وهم الذين لا يؤمنون به على وجه العناد والظلم والفساد، فسيجازيهم على فسادهم بأشد العذاب.
(الواو) استئنافيّة
(من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر محذوف ،
(من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر
(يؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يؤمن) ،
(الواو) عاطفة
(منهم من لا يؤمن به) مثل نظيرها المثبتة
(الواو) استئنافيّة
(ربّ) مبتدأ
(الكاف) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه
(أعلم) خبر مرفوع
(بالمفسدين) جارّ ومجرور متعلّق بأعلم، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «منهم من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمن به» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «منهم من لا يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لا يؤمن به» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.وجملة: «ربّك أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
(الواو) عاطفة
(إن) حرف شرط جازم
(كذّبوا) فعل ماض مبني على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم
(عمل) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على آخره و (الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لكم عملكم) مثل لي عملي،
(أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(بريئون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (من) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ
(أعمل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا
(الواو) عاطفة
(أنا بريء مما تعملون) مثل نظيرها المتقدّمة.. و (تعملون) مضارع مرفوع وفاعله.
وجملة: «كذّبوك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من يؤمن ...وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لي عملي» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لكم عملكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أنتم بريئون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «أعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) الأول.وجملة: «أنا بريء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنتم بريئون.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) الثاني.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :٤٠
Yunus10:40