الرسم العثمانيوَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِنَّكَ لَـتُلَـقَّى الۡقُرۡاٰنَ مِنۡ لَّدُنۡ حَكِيۡمٍ عَلِيۡمٍ
تفسير ميسر:
وإنك -أيها الرسول- لتتلقى القرآن من عند الله، الحكيم في خلقه وتدبيره الذي أحاط بكل شيء علمًا.
أي "وإنك" يا محمد "لتلقى" أي لتأخذ "القرآن من لدن حكيم عليم" أي من عند حكيم عليم أي حكيم في أمره ونهيه عليم بالأمور جليلها وحقرها فخبره هو الصدق المحض وحكمه هو العدل التام كما قال تعالى; "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا".
قوله تعالى ; وإنك لتلقى القرآن أي يلقى عليك فتلقاه وتعلمه وتأخذه . من لدن حكيم عليم " لدن " بمعنى " عند " إلا أنها مبنية غير معربة ، لأنها لا تتمكن ، وفيها لغات ذكرت في ( الكهف ) . وهذه الآية بساط وتمهيد لما يريد أن يسوق من الأقاصيص ، وما في ذلك من لطائف حكمته ، ودقائق علمه .
يقول تعالى ذكره; وإنك يا محمد لتحفظ القرآن وتعلمه (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) يقول; من عند حكيم بتدبير خلقه, عليم بأنباء خلقه ومصالحهم, والكائن من أمورهم, والماضي من أخبارهم, والحادث منها.
( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) أي: وإن هذا القرآن الذي ينزل عليك وتتلقفه وتتلقنه ينزل من عند ( حَكِيمٍ ) يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها. ( عَلِيمٍ ) بأسرار الأمور وبواطنها، كظواهرها. وإذا كان من عند ( حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) علم أنه كله حكمة ومصالح للعباد، من الذي [هو] أعلم بمصالحهم منهم؟
(الواو) استئنافيّة
(اللام) هي المزحلقة، ونائب الفاعل في(تلقّى) ضمير مستتر تقديره أنت
(من لدن) متعلّق بـ (تلقّي) .
جملة: «إنّك لتلقّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تلقّى ... » في محلّ رفع خبر إنّ ...
- القرآن الكريم - النمل٢٧ :٦
An-Naml27:6