الرسم العثمانيوَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَآئِكُمْ ۚ وَكَفٰى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفٰى بِاللَّهِ نَصِيرًا
الـرسـم الإمـلائـيوَاللّٰهُ اَعۡلَمُ بِاَعۡدَآٮِٕكُمۡؕ وَكَفٰى بِاللّٰهِ وَلِيًّا وَّكَفٰى بِاللّٰهِ نَصِيۡرًا
تفسير ميسر:
والله سبحانه وتعالى أعلم منكم -أيها المؤمنون- بعداوة هؤلاء اليهود لكم، وكفى بالله وليًّا يتولاكم، وكفى به نصيرًا ينصركم على أعدائكم.
"والله أعلم بأعدائكم" أي هو أعلم بهم ومحذركم منهم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا أي كفى به وليا لمن لجأ إليه ونصيرا لمن أستنصره.
قوله تعالى ; والله أعلم بأعدائكم يريد منكم ؛ فلا تستصحبوهم فإنهم أعداؤكم . ويجوز أن يكون أعلم بمعنى عليم ؛ كقوله تعالى ; وهو أهون عليه أي هين . وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا الباء زائدة ؛ زيدت لأن المعنى اكتفوا بالله فهو يكفيكم أعداءكم . ووليا ونصيرا نصب على البيان ، وإن شئت على الحال .
القول في تأويل قوله ; وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)ثم أخبر الله جلّ ثناؤه عن عداوة هؤلاء اليهود الذين نهى المؤمنين أن يستنصحوهم في دينهم إياهم، فقال جل ثناؤه; =" والله أعلم بأعدائكم "، يعني بذلك تعالى ذكره; والله أعلم منكم بعداوَة هؤلاء اليهود لكم، أيها المؤمنون. يقول; فانتهوا إلى طاعتي فيما نهيتكم عنه من استنصاحهم في دينكم، (1) فإني أعلم بما هم عليه لكم من الغشِّ والعداوة والحسد، وأنهم إنما يبغونكم الغوائل، ويطلبون أن تضلوا عن محجة الحق فتهلكوا.* * *وأما قوله; " وكفى بالله وليًّا وكفى بالله نصيرًا "، فإنه يقول; فبالله، أيها المؤمنون، فثقوا، وعليه فتوكلوا، وإليه فارغبوا، دون غيره، يكفكم مهمَّكم، وينصركم على أعدائكم =" وكفى بالله وليًّا "، يقول; وكفاكم وحسْبكم بالله ربكم وليًّا يليكم ويلي أموركم بالحياطة لكم، والحراسة من أن يستفزّكم أعداؤكم عن دينكم، أو يصدّوكم عن اتباع نبيكم (2)" وكفى بالله نصيرًا "، يقول; وحسبكم بالله ناصرًا لكم على أعدائكم وأعداء دينكم، وعلى من بغاكم الغوائل، وبغى دينكم العَوَج. (3)----------------الهوامش ;(1) في المخطوطة; "مما نهيتكم عنه" ، وفي المطبوعة; "عما نهيتكم عنه" ، والصواب ما أثبت.(2) انظر تفسير; "الولي" فيما سلف 2; 489 ، 564 / 5; 424 / 6; 142 ، 313 ، 497.(3) انظر تفسير"النصير" فيما سلف 2; 489 ، 564 / 5; 581 / 6; 443 ، 449.
هذا ذم لمن { أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ } وفي ضمنه تحذير عباده عن الاغترار بهم، والوقوع في أشراكهم، فأخبر أنهم في أنفسهم { يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ } أي: يحبونها محبة عظيمة ويؤثرونها إيثار من يبذل المال الكثير في طلب ما يحبه. فيؤثرون الضلال على الهدى، والكفر على الإيمان، والشقاء على السعادة، ومع هذا { يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ } . فهم حريصون على إضلالكم غاية الحرص، باذلون جهدهم في ذلك .ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والإضلال، ولهذا قال: { وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا } أي: يتولى أحوال عباده ويلطف بهم في جميع أمورهم، وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم. { وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا } ينصرهم على أعدائهم ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم. فولايته تعالى فيها حصول الخير، ونصره فيه زوال الشر.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النساء٤ :٤٥
An-Nisa'4:45