الرسم العثمانيوَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِى فَاعْتَزِلُونِ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِنۡ لَّمۡ تُؤۡمِنُوۡا لِىۡ فَاعۡتَزِلُوۡنِ
تفسير ميسر:
وألا تتكبروا على الله بتكذيب رسله، إني آتيكم ببرهان واضح على صدق رسالتي، إني استجرت بالله ربي وربكم أن تقتلوني رجمًا بالحجارة، وإن لم تصدقوني على ما جئتكم به فخلُّوا سبيلي، وكفُّوا عن أذاي.
أي فلا تتعرضوا لي ودعوا الأمر بيني وبينكم مسالمة إلى أن يقضي الله بيننا فلما طال مقامه صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم وأقام حجج الله تعالى عليهم كل ذلك وما زادهم ذك إلا كفرا وعنادا دعا ربه عليهم دعوة نفذت فيهم كما قال تبارك وتعالى "وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما".
قوله تعالى ; وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون .قوله تعالى ; وإن لم تؤمنوا لي أي ; إن لم تصدقوني ولم تؤمنوا بالله لأجل برهاني ، فاللام في لي لام أجل . وقيل ; أي ; وإن لم تؤمنوا بي ، كقوله ; فآمن له لوط أي ; به . فاعتزلون أي ; دعوني كفافا لا لي ولا علي ، قاله مقاتل . وقيل ; أي ; كونوا بمعزل مني وأنا بمعزل منكم إلى أن يحكم الله بيننا . وقيل ; فخلوا سبيلي وكفوا عن أذاي . والمعنى متقارب ، والله أعلم .
وقوله ( وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نبيه موسى عليه السلام لفرعون وقومه; وإن أنتم أيها القوم لم تصدّقوني على ما جئتكم به من عند ربي, فاعتزلون; يقول; فخلوا سبيلي غير مرجوم باللسان ولا باليد.كما حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ) ; أي فخلُّوا سبيلي.
{ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ } أي: لكم ثلاث مراتب: الإيمان بي وهو مقصودي منكم فإن لم تحصل منكم هذه المرتبة فاعتزلوني لا علي ولا لي، فاكفوني شركم. فلم تحصل منهم المرتبة الأولى ولا الثانية بل لم يزالو متمردين عاتين على الله محاربين لنبيه موسى عليه السلام غير ممكنين له من قومه بني إسرائيل.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الدخان٤٤ :٢١
Ad-Dukhan44:21