الرسم العثمانيوَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
الـرسـم الإمـلائـيوَّاَنَّا ظَنَنَّاۤ اَنۡ لَّنۡ تَقُوۡلَ الۡاِنۡسُ وَالۡجِنُّ عَلَى اللّٰهِ كَذِبًا
تفسير ميسر:
وأنَّا حَسِبْنا أن أحدًا لن يكذب على الله تعالى، لا من الإنس ولا من الجن في نسبة الصاحبة والولد إليه.
أي ما حسبنا أن الإنس والجن يتمالؤن على الكذب على الله تعالى في نسبة الصاحبة والولد إليه فلما سمعنا هذا القرآن وآمنا به علمنا أنهم كانوا يكذبون على الله في ذلك.
قوله تعالى ; وأنا ظننا أي حسبنا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ، فلذلك صدقناهم في أن لله صاحبة وولدا ، حتى سمعنا القرآن وتبينا به الحق . وقرأ يعقوب والجحدري وابن أبي إسحاق ( أن لن تقول ) .
حدثني ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، قال; تلا قتادة; (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) فقال; عصاه والله سفيه الجنّ، كما عصاه سفيه الإنس.وأما الشَّطط من القول، فإنه ما كان تعدِّيًا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; ثنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ) قال; ظلمًا.وقوله; (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) يقول; قالوا; وأنا حسبنا أن لن تقول بنو آدم والجنّ على الله كذبا من القول، والظنّ هاهنا بمعنى الشك، وإنما أنكر هؤلاء النفر من الجنّ أن تكون علمت أن أحدًا يجترئ على الكذب على الله لما سمعت القرآن، لأنهم قبل أن يسمعوه وقبل أن يعلموا تكذيب الله الزاعمين أن لله صاحبة وولدًا، وغير ذلك من معاني الكفر كانوا يحسبون أن إبليس صادق فيما يدعو بني آدم إليه من صنوف الكفر؛ فلما سمعوا القرآن أيقنوا أنه كان كاذبا في كلّ ذلك، فلذلك قالوا; (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ) فسموه سفيهًا.
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } أي: كنا مغترين قبل ذلك، وغرنا القادة والرؤساء من الجن والإنس، فأحسنا بهم الظن، وظنناهم لا يتجرأون على الكذب على الله، فلذلك كنا قبل هذا على طريقهم، فاليوم إذ بان لنا الحق، رجعنا إليه ، وانقدنا له، ولم نبال بقول أحد من الناس يعارض الهدى.
(الواو) عاطفة
(أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف
(على الله) متعلّق بحال من فاعل تقولـ (كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا كذبا. والمصدر المؤوّلـ (أنّا ظنّنا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق أنّه كان ... والمصدر المؤوّلـ (أن لن تقول) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا. وجملة: «ظننا ... » في محلّ رفع خبر
(أنّ) الرابع. وجملة: «لن تقول الإنس ... » في محلّ رفع خبر
(أن) المخففة.
- القرآن الكريم - الجن٧٢ :٥
Al-Jinn72:5