اشْتَرَوْا بِـَٔايٰتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
اِشۡتَرَوۡا بِاٰيٰتِ اللّٰهِ ثَمَنًا قَلِيۡلًا فَصَدُّوۡا عَنۡ سَبِيۡلِهٖ ؕ اِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
استبدلوا بآيات الله عرض الدنيا التافه، فأعرضوا عن الحق ومنعوا الراغبين في الإسلام عن الدخول فيه، لقد قَبُح فعلهم، وساء صنيعهم.
يقول تعالى ذما للمشركين وحثا للمؤمنين على قتالهم " اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا " يعني أنهم اعتاضوا عن اتباع آيات الله بما التهوا به من أمور الدنيا الخسيسة " فصدوا عن سبيله " أي منعوا المؤمنين من من اتباع الحق.
قوله تعالى اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون [ ص; 19 ] يعني المشركين في نقضهم العهود بأكلة أطعمهم إياها أبو سفيان ، قاله مجاهد . وقيل ; إنهم استبدلوا بالقرآن متاع الدنيا .فصدوا عن سبيله أي أعرضوا ، من الصدود أو منعوا عن سبيل الله ، من الصد .
القول في تأويل قوله ; اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9)قال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه; ابتاع هؤلاء المشركون الذين أمركم الله، أيها المؤمنون، بقتلهم حيث وجدتموهم، بتركهم اتباعَ ما احتج الله به عليهم من حججه، يسيرًا من العوض قليلا من عرض الدنيا. (21)* * *وذلك أنهم، فيما ذُكر عنهم، كانوا نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكلةٍ أطعمهموها أبو سفيان بن حرب.16514- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله; (اشتروا بآيات الله ثمنًا قليلا)، قال; أبو سفيان بن حرب أطعم حلفاءه, وترك حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم.16515- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, مثله.* * *وأما قوله; (فصدوا عن سبيله)، فإن معناه; فمنعوا الناس من الدخول في الإسلام, وحاولوا ردَّ المسلمين عن دينهم (22) =(إنهم ساء ما كانوا يعملون )، يقول جل ثناؤه; إن هؤلاء المشركين الذين وصفت صفاتهم, ساء عملهم الذي كانوا يعملون، من اشترائهم الكفرَ بالإيمان، والضلالة بالهدى, وصدهم عن سبيل الله من آمن بالله ورسوله، أو من أراد أن يؤمن. (23)------------------الهوامش ;(21) انظر تفسير " اشترى " فيما سلف 10 ; 344 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .= و تفسير " الآيات" فيما سلف من فهارس اللغة " ( أيي) .= وتفسير " الثمن القليل " فيما سلف 10 ; 344 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(22) انظر تفسير " الصد " فيما سلف 13 ; 581 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .= وتفسير " سبيل الله " في سلف من فهارس اللغة ( سبل ) .(23) انظر تفسير " ساء " فيما سلف 13 ; 275 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .
تفسير الآيان من 9 الى 11:ـ {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} أي: اختاروا الحظ العاجل الخسيس في الدنيا. على الإيمان باللّه ورسوله، والانقياد لآيات اللّه. {فَصَدُّوا} بأنفسهم، وصدوا غيرهم {عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} أي: لأجل عداوتهم للإيمان {إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} أي: لأجل عداوتهم للإيمان وأهله. فالوصف الذي جعلهم يعادونكم لأجله ويبغضونكم، هو الإيمان، فذبوا عن دينكم، وانصروه واتخذوا من عاداه لكم عدوا ومن نصره لكم وليا، واجعلوا الحكم يدور معه وجودا وعدما، لا تجعلوا الولاية والعداوة، طبيعية تميلون بهما، حيثما مال الهوى، وتتبعون فيهما النفس الأمارة بالسوء، ولهذا: {فَإِنْ تَابُوا} عن شركهم، ورجعوا إلى الإيمان {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} وتناسوا تلك العداوة إذ كانوا مشركين لتكونوا عباد اللّه المخلصين، وبهذا يكون العبد عبدا حقيقة. لما بين من أحكامه العظيمة ما بين، ووضح منها ما وضح، أحكاما وحِكَمًا، وحُكْمًا، وحكمة قال: {وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ} أي: نوضحها ونميزها {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فإليهم سياق الكلام، وبهم تعرف الآيات والأحكام، وبهم عرف دين الإسلام وشرائع الدين. اللهم اجعلنا من القوم الذين يعلمون، ويعملون بما يعلمون، برحمتك وجودك وكرمك [وإحسانك يا رب العالمين].
(اشتروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعلـ (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (اشتروا) بتضمينه معنى استبدلوا
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(ثمنا) مفعول به منصوبـ (قليلا) نعت لـ (ثمنا) منصوبـ (الفاء) عاطفة
(صدّوا) مثل اشتروا
(عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (صدّوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ جامد ،
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره :عملهم هذا
(كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان
(يعملون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صدّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّهم ساء ما كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «ساء ما كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) ، والعائد محذوف أي يعملونه.
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(لا) نافية
(يرقبون) مثل يعملون
(في مؤمن) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يرقبون) ،
(إلّا ولا ذمّة) مرّ إعرابها ،
(الواو) عاطفة
(أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطابـ (هم) ضمير فصل ،
(المعتدون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «لا يرقبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. أو تعليل للذمّ.
وجملة: «أولئك هم المعتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يرقبون .
(الفاء) عاطفة
(إن تابوا ... الزكاة) مرّ إعرابها ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(إخوان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم و (كم) ضمير مضاف إليه
(في الدين) جار ومجرور متعلق بـ (إخوان) لأنّ فيه معنى المشاركة في السرّاء والضرّاء.
(الواو) استئنافيّة
(نفصّل) مضارع مرفوع.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم،
(الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة
(لقوم) جرّ ومجرور متعلّق بـ (نفصّل) ،
(يعلمون) مثل يعملون .
وجملة: «تابوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك هم المعتدون.
وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: «
(هم) إخوانكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: «نفصّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
(الواو) عاطفة
(إن نكثوا) مثل إن تابوا،
(إيمان) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نكثوا) ،
(عهد) مضاف إليه مجرور و (هم) مثل الأخير
(الواو) عاطفة
(طعنوا) مثل تابوا ومعطوف على
(نكثوا) ،
(في دين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (طعنوا) و (كم) ضمير مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعلـ (أئمّة) مفعول به منصوبـ (الكفر) مضاف إليه مجرور
(إنّهم) مثل الأولـ (لا) نافية للجنس
(أيمان) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصبـ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا
(لعلّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ
(ينتهون) كيعملون.
وجملة: «نكثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا وما بينهما اعتراض.
وجملة: «طعنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نكثوا.
وجملة: «قاتلوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّهم لا أيمان لهم» لا محلّ لها تعليليّة لأمر القتال.
وجملة: «لا أيمان لهم» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لعلّهم ينتهون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... أو تعليليّة.
وجملة: «ينتهون» في محلّ رفع خبر لعلّ.